إذا کانت الإمامة رکنا من أرکان الإسلام ـ کما یعتقد الشیعة ـ ، فلماذا لا توجد آیة صریحة فی القرآن الکریم تُعلن إمامة علی بن أبی طالب و أبنائه من أهل البیت ؟ |
الاجابة للشیخ صالح الکرباسی |
الجواب یکون من خلال النقاط التالیة :النقطة الأولى : نحن نؤکد بأن الإمامة رکن من أرکان الإسلام لا یقوم الإسلام إلا به وفقاً لما یحکم به العقل و الفطرة الإنسانیة أولاً ، و لما بین أیدینا من النصوص المعتبرة ثانیاً .لکن لیس لازم کون الإمامة رکناً من أرکان الإسلام أن تکون کل تفاصیله موجودة فی القرآن الکریم بصورة صریحة حتى یتم قبوله ، و إلا فیکون لنا الحق فی رده !ألا ترى أن الصلاة التی هی عمود الدین و رکن من أرکان الإسلام ، و کذلک الحج و الزکاة و هما أیضاً من أرکان الإسلام ـ بنص الأحادیث النبویة الشریفة ـ لا تجد فی القرآن الکریم بیاناً لتفاصیلها ، فمثلاً أین تجد فی القرآن الکریم ذکراً لعدد رکعات الصلوات ، أو الرکوع و السجود و أذکارهما و ما إلیها من الأحکام المهمة التی لا تقوم الصلاة و لا تصح إلا بها .و لو تتبعت لوجدت أن القرآن یُشیر إلى الأصول و الکلیات ـ فی الغالب ـ و أما التفاصیل فیترکها لشخص رسول الله محمد المصطفى ( صلى الله علیه و آله ) إذ هو الکفیل ببیانها و تطبیقها ، کما صرَّح بذلک القرآن الکریم فی أکثر من آیة .قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِّنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِن کَانُوا مِن قَبْلُ لَفِی ضَلَالٍ مُّبِینٍ ﴾ [1] .النقطة الثانیة : ثم أنه أی فرقٍ بین بیان القرآن الکریم و بیان الرسول ( صلى الله علیه و آله ) ، و قد قال الله عَزَّ و جَلَّ فیه : ﴿ ... وَمَا آتَاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاکُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ ﴾ [2] .و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَى ﴾ [3] ـ إلى غیرها من الآیات الکریمة الأخرى ـ . فما ثبت صدوره من الرسول ( صلى الله علیه و آله ) هو ککلام الله عَزَّ و جَلَّ فی الحجیة و لزوم الأخذ به .النقطة الثالثة : و بناءً على ما تقدم فالتبریر بعدم وجود آیة فی القرآن الکریم تنادی بإسم الإمام علی ( علیه السَّلام ) صراحة بعد وجود الآیات القرآنیة العدیدة المدعومة بالأحادیث الصحیحة الصریحة المُثبتة لولایته و إمامته ـ التی سنذکر نماذج منها ـ تبریر غیر علمی و غیر صحیح .النقطة الرابعة : مضافاً إلى أنه لیس لنا أن نطالب الله عَزَّ و جَلَّ بالآیات حسب تقدیرنا ، و کأننا نحن الذین نحدد ضرورتها أو عدم ضرورتها ، فالله سبحانه و تعالى هو العالم الحکیم اللطیف الخبیر الذی یُنزل الآیات فی ما یرید و یشاء حسب المصالح الکبرى و الحکمة البالغة .النقطة الخامسة : إننی أتساءل و أقول لمن یُطالب بآیة صریحة تُعلن إمامة أئمة أهل البیت ( علیهم السلام ) : بالله علیک هل أنک وجدت فی القرآن الکریم نصاً صریحاً ـ أو حتى نصاً غیر صریح ـ یذکر أسماء الخلفاء الثلاثة الذین خلفوا رسول الله ( صلى الله علیه و آله ) قبل الإمام علی ( علیه السَّلام ) فوالیتهم و قبِلت بخلافتهم حتى جئت تطالب بآیة صریحة تذکر إسم علی ( علیه السَّلام ) ؟!النقطة السادسة : کل هذا و النصوص متواترة متضافرة على إمامة الإمام علی بن أبی طالب ( علیه السَّلام ) و ولایة ، و أفضلیته من جمیع الجهات ، و خلافته الحصریة للرسول المصطفى ( صلى الله علیه و آله ) ، و هی أکثر من أن تُعدَّ أو أن تُحصى ، و فیما یلی نذکر نماذج منها :الآیات الدالة على إمامة علی ( علیه السَّلام ) و خلافته بعد النبی ( صلى الله علیه و آله ) دون غیره أبداً : [1] القران الکریم : سورة الجمعة ( 62 ) ، الآیة : 2 ، الصفحة : 553 . |
قصیده : بیت وعشرون رایة
أسرتنا بالغة الکرم ،
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم ،
تأکل من أثدائها وتشرب الألم ،
لکی تفوز با لرضى من عمنا صنم ،
أسرتنا فریدة القیم ،
وجودها عدم ،
جحورها قمم ،
لآتها نعم ،
والکل فیها سادة لکنهم خدم ،
أسرنا مؤمنة تطیل من رکوعها، تطیل من سجودها ،
وتطلب النصر على عدوها من هیئة الأمم ،
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم ،
وبیتنا عشرون غرفة به ، لکن کل غرفة من فوقها علم ،
یقول إن دخلت فی غرفتنا فأنت متهم ،
أسرتنا کبیرة ، ولیس من عافیة أن یکبر الورم
ما معنى الإمامة ، و ما مفهومها عند الشیعة الإمامیة ؟ |
الاجابة للشیخ صالح الکرباسی |
[1] قال الراغب : " و الإمام : المُؤتَّمُ به ، إنسانا کان أو یقتدى بقوله و فعله ، أو کتاباً أو غیر ذلک ، محقاً کان أو مبطلا ، و جمعه أئمة " ، مفردات غریب القرآن : 24 ، و یراجع أیضا : مجمع البحرین : 1 / 108 ، للعلامة فخر الدین بن محمد الطریحی ، المولود سنة : 979 هجریة بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجریة بالرماحیة ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانیة سنة : 1365 شمسیة ، مکتبة المرتضوی ، طهران / إیران . |