مقالات

مقالات متنوعه باللغتین العربیه والفارسیه

مقالات

مقالات متنوعه باللغتین العربیه والفارسیه

ما معنى الإمامة ، و ما مفهومها عند الشیعة الإمامیة ؟

ما معنى الإمامة ، و ما مفهومها عند الشیعة الإمامیة ؟

الاجابة للشیخ صالح الکرباسی


للإجابة على هذا السؤال لا بد من أن نشیر أولاً إلى المعنى اللغوی لکلمة " الإمامة " .معنى الإمامة :
الإمامة : هی تقدم شخص على الناس على نحو یتبعونه و یقتدون به .أما الإمام ، فهو : من یُقتدى به ، و هو الذی یتقدم على الناس و هم یأتمون به ، و یقتدون به فی قول أو فعل أو غیر ذلک ، سواءً کان الإمام المتقدم علیهم محقا فی تقدمه هذا أم لا [1] .و قد استعمل القران الکریم کلمة " أئمة " بالمعنى المتقدم فی إمامة الحق و الباطل على حد سواء حیث قال : ﴿ یَوْمَ نَدْعُو کُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ... [2] .کما و استعمل القرآن الکریم " الأئمة " فی کلٍ من أئمة الحق و الباطل على إنفراد ، فقال فی أئمة الحق : ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِیتَاء الزَّکَاةِ وَکَانُوا لَنَا عَابِدِینَ [3] ، و قال أیضا : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَکَانُوا بِآیَاتِنَا یُوقِنُونَ [4] .و قال فی أئمة الباطل و الظلال : ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَیَوْمَ الْقِیَامَةِ لَا یُنصَرُونَ [5] ، و قال أیضا : ﴿ ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَیْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنتَهُونَ [6] .ثم إن الإمام إما أن تکون إمامته شاملة و مطلقة فتکون عامة تشمل جمیع الجهات ، کقول الله سبحانه و تعالى بالنسبة إلى النبی إبراهیم الخلیل ( علیه السَّلام ) : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّی جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِی قَالَ لاَ یَنَالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ [7] .و إما أن تکون غیر شاملة بل مقیدة بحدود خاصة ، فیکون الامامُ إماماً ضمن تلک الحدود و فی تلک الجهة المصرحة بها ، کما فی إمام الجماعة أو الجمعة أو بالنسبة إلى إمامة الحجاج أو غیر ذلک .مفهوم الإمامة عند الإمامیة :
أما الإمامة عند الشیعة الإمامیة فهی : زعامة و رئاسة إلهیة عامة على جمیع الناس ، و هی أصل من أصول الدین لا یتم الإیمان إلا بالاعتقاد بها ، و هی لطف من ألطاف الله تعالى ، إذ لا بد أن یکون لکل عصر إماما و هادیا للناس ، یخلف النبی ( صلى الله علیه و آله ) فی وظائفه و مسئولیاته ، و یتمکن الناس من الرجوع إلیه فی أمور دینهم و دنیاهم ، بغیة إرشادهم إلى ما فیه خیرهم و صلاحهم .و الإمامة لیست إلا استمراراً لأهداف النبوة و متابعة لمسؤولیاتها ، و لا یجوز أن یخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ، و ذلک لقول الله تعالى : ﴿ ... إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [8] .و قوله تعالى : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ بِالْحَقِّ بَشِیرًا وَنَذِیرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِیهَا نَذِیرٌ [9] .


[1] قال الراغب : " و الإمام : المُؤتَّمُ به ، إنسانا کان أو یقتدى بقوله و فعله ، أو کتاباً أو غیر ذلک ، محقاً کان أو مبطلا ، و جمعه أئمة " ، مفردات غریب القرآن : 24 ، و یراجع أیضا : مجمع البحرین : 1 / 108 ، للعلامة فخر الدین بن محمد الطریحی ، المولود سنة : 979 هجریة بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجریة بالرماحیة ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانیة سنة : 1365 شمسیة ، مکتبة المرتضوی ، طهران / إیران .
[2]
القران الکریم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآیة : 71 ، الصفحة : 289 .
[3]
القران الکریم : سورة الأنبیاء ( 21 ) ، الآیة : 73 ، الصفحة : 328 .
[4]
القران الکریم : سورة السجدة ( 32 ) ، الآیة : 24 ، الصفحة : 417 .
[5]
القران الکریم : سورة القصص ( 28 ) ، الآیة : 41 ، الصفحة : 390 .
[6]
القران الکریم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآیة : 12 ، الصفحة : 188 .
[7]
القران الکریم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآیة : 124 ، الصفحة : 19 .
[8]
القران الکریم : سورة الرعد ( 13 ) ، الآیة : 7 ، الصفحة : 250 .
[9]
القران الکریم : سورة فاطر ( 35 ) ، الآیة : 24 ، الصفحة : 437 .

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد